قصائد الديوان الخامس ( رجال يجوبون أعضاءنا )

 الشاعر / إبراهيم زولي         

         فهرس قصائد الديوان الخامس

 
 
* صاف كالسماء * ريحٌ صرصرٌ في الروح * يقينا ليس وجهي

* جئتُ من يدها

 
* فاكهة الرجس * سوف يكتبني الماء * مبعثرة في أباريق شهوتها * مثل عصف القصيدة  
* الطريق تضيق بنا * ضحاياك يأتون * يعلن الليل عصيانه * على فرحٍ جموح  

* تحت سقف البياض

* المدينة تخلع خلخالها

* استفاق على وله

* كفن لا يليق بفقري

 
 

*تدخل في اللوحة الحائطية

* تجاسر أن يسرق العشب

* الذي كالحريق

 
 

* عرش قتلاي عرشي

* شوارع من سهر

* رجال يجوبون أعضاءنا

 
 
 

 

إهداء..

   
 

 

إلى
آمنة ناصر.
                                   إبراهيم


 

 
 

 

جئتُ من يدها

   
 

 

تلك سيدة
جئت من يدها, وحرير ملابسها
ليس من عاشق في المدينة غيري
اتخذْتُ لها شاهداْ
قرب غصن تعلق في بابها
ما الذي أشعل القلب والرأس
يا صاحبيَّ ابكيا أو قفا.
تتربّص هذي الفراشات بالظلّ
كيما تحطّ على قامتي
قلتُ أخلو غلى كلماتي
أطارد هذي النجوم
أحاول اصطادها.
هل انا الان اقرب منك إليك.

على بابكِ اللؤلؤيّ
قرأتُ القصيدة, أوّلْتُها
أيها الجسد المرتقي صهوة الغيم
ليس مشاعا لك الدرب
بعض حضورك ضرب من اللغو سيّدتي
لن أعود, وأنت تقولين:
من انت؟
لا, لن اجادل
فالخاسران: انا, وأنا.

 

 
 

 

مثل عصف القصيدة

   
 

 

استظلً مقام الغناء
أعاد الصباح إلى فيئهّ
ينبغي أن يعيد إلى النار أسرارها
هكذا مثل عصف القصيدة
يذهب في الحلم,
يكسر رعشة قنديله
في غيوم من الجمر
تسكن قامته
بالربيع المطهّر  يغسل لون الخرافة
عن جسد كانت الريح تدفعه للبكاء
سيُسقطُ زيف الظهيرة
رغم اليباب الذي يتبختر بين الحقولِ
   * * *  
يبللّه مطر ليس يعرف أنواءه
يتساقط فوق براري الطفولة
من جنة وجحيم
له خبز عمري
وفاكهة الكلمات.

 

 

 
 

 

على فرحٍ جموح

   
 

 

ولدٌ من الفرح الملوّن,
تجلس الحارات فوق زنوده السمراء,
يضحك للجهات,
شروق شمسٍ كان يسبق خطوه.
 
هذا الفتى الآتي
على فرح جموحٍ
خيله ونخيله في الأرض ترسم نجمة
منحتْه فيض طباعها
لتصير أشبه بالحياة
يذوب فيها كي  يجيء رواية
أو حقل ورد في القرى
   * * *  
كان الفتىٍ كالمستحيل
يصوغ بعض غموضه
لم يعرف الأولاد سيرته
هواجسه علىٍ مهل تسير,
تغيّرُ المجرى,
فتحمي السالكين من الخرابْ.
 

 

 

 
 

 

كفن لا يليق بفقري

   
 


 

 يداك هما الباب
أدخلُ؟
لن يلمح العابرون ظلالي
أكنّا وحيدين نمشي،
كأنّ البيوت تنام على سرّنا .
السراب ردائي،
نسيت الطيور التي تثقب الروح،
حين تميد بيَ الأرض .
من سيشرّع هذي النوافذ،
تبدو ليَ الآن أبعد مما أظنّ ..
سأرسل ورداً إليك
فقط، افتح الباب، موحشة حجرتي،
وضواحي الفؤاد حصى وغبار
غنائي تيبّس في الحلق
إنّ رجالاً يزورون أحلامنا، ثم لا يهتدون ..
الوجوه الكئيبة تذهب مسرورة لمرايا الضجيج
الميادين تسكنني،
وتهيّئُ لي كفناً لا يليق بفقري .
أنا ولد مغرض،
جاء يخرج أصحابه من جنان الغواية والنزوات،
إلى حيث شاء،
تماماً كما في جنازاتنا،
يتعرّى السؤال،
ويعلن عن موته واقفاً .

 

 

 
 

 

الذي كالحريق

   
 

 

ليس لي ضفّة تحتفي بالمراكب
أذهبُ صوبَ الكلام الذي كالحريق
أخبّئه في ثيابي,
ألوذ به كلما طلّ
طير القصيدة من خافقي
هل أخيط فضاءً
لكي أتدرّج في عتبات البريقِ
  
خطاي معلّقة في الأعالي
أنا أربك الدرب,
أستر عورته
ليس عندي النشيد
الذي أتغنّى به
   * * *   
قلق شاهق  سوف يفجؤنا
هل لنا هامش نتبادل فيه التفاصيل؟
ننسى ملامحنا كي نفيقْ
   * * *   
غيمة كدتُ أمسكها,
فتنة في الملامح هاربة
لا أرى أحدا
غير هذا الكلام
الذي كالحريقْ.
 

 

 

 
 

 

رجال يجوبون أعضاءنا

   
 

 

ربما سوف تمطر ..
طال انحباس الغيوم
أمشّط ذاكرتي، كنت طفلاً، وكان يحدّثني
عن رجال يجوبون أعضاءنا .
في مكان خفيّ تنام الحياة،
هناك تخيط لنا الإرث،
فوق الشوارع تركض، تطلق أغنية للمدى .
ليس في نيتي فعل شيء،
أبي كان ينهرني أن أعدّ النجوم لأنّ
غداً سوف تسقط نجمته من فضائي !!
السماء ستمطر ..
كنّا حفاة، وكان النشيد الحريريّ
ينمو على عشب أجسادنا .
ربما سوف تمطر هذا النهار،
لكيلا نقيس اليباب بأصواتنا، ثمّ نمشي عراة ..
ببطءٍ أسير، أرى خطوات الرفاق،
هي الأرض ممكنة بالكلام،
سيأخذني للدروب الفسيحة،
للذكريات .
اهدأ الآن  
أنت إلى حكمة الغيب
أقرب/ أقرب
إن الرياح تهيئ أجنحة للمطرْ .

 

 

 
 

 

يقينا ليس وجهي

   
 

 

ذلك الوجه الذي عاد
يقينا كان وجهي
مثل فانوس تدلّى
فوق باب الغبش الليليّ
ذكراه, يباب يرتخي بين السواقي
كيف لا يأتي سوى وجهي
لكي يجلب هذا الغيث,
تزدان الضواحي.
مال نحو الفرح المهزوم
والوقت كأشجار المنافي
   * * *   
أحفر الأسماء فوق الرمل
كي تقرأ يا رعد رموز الأبجديات,
وما عُلّمتُ من أسماء
هذا الوجه لي
بحْ بانطفائي, وبآلاف الضحايا
   * * *   
هذه الرؤيا لها وجهان..
ما أسخف هذا السرّ
لو مات المغنّي, وتخلّى
عن وصايانا إلى مفترق التيه.
يقينا, ذلك الوجه الذي يمشي أمامي
ليس وجهي.

 

 

 
 

 

مبعثرة في أباريق شهوتها

   
 

 

فتَحتْ للهلال الشبابيك
كي يتربّع فوق موائدها
خاشعا في بخور خطيئتها
حول اصبعها خاتم يتثاءب
في وحشة الليل,
يسقط مرتعشا كالحرير
على صوت خلخالها,
يتعارك فيها نداء الفضول
وحيدا يجيء لها كي يشقّ
حجاب الرجولة
لكنه لم يجدْ أحداً في المساءِ.
***
الشوارع تصحبني
مثل حورية للعراء,
تعلّمني أين تبتسم الخيل بعد الفتوحات,
كيف تضيء البروق
مساحات أجسادنا في الظلامْ؟
   * * *  
الممرّات عاصفة لا تذوب
محمّلة دائما بفواكه عتمتها
تستعيد أنوثتها
من أظافر غائرة بالبياض
تجيء مبعثرة في أباريق شهوتها
بانتظار الأهلّة في الليل
تركض بين موائدها.

 

 

 
 

 

يعلن الليل عصيانه

   
 

 

لم يعد ممكناً أن تحاصر هذا العراء وحيداً،
لأنّ الظلام يشدّ الوثاق عليك،
يحثّ الخطى، صوب عزلتك الأبدية،
حيث البنايات تجلس عارية،
تتضاءل شيئاً فشيئاً .
كأنّ الفتى ما زال منتظراً،
قبل أن يعلن الليل عصيانه .
لم يعد ممكناً أن تخبّئ هذا اليمام الجنوبيّ في الصدر
سوف تطلقه، كي يحاور خفقته، ويعاشر نعناعه دون ثرثرة .
هل ستنهض بين المدى والمداد,
تباغتُ قيد الحنين؟
تحسّسْ نواياك في يقظة،
كي تحلّ وثاق الظلام .

 

 

 
 

 

استفاق على وله

   
 

 

الهطول البهيّ شذاكِ
فهل تخرجين من الأسْرِ ؟
يدنو من الروح طير البكاء
سيبكي على مُلْكهِ
بدموع ستستصرخ الحب فيك
بكفّين فاض بريقهما سوف يجلب
بعض تفاصيل وردك
يدخل في لذّة من عذاب
ويهيئُ أمطاره لاكتمال المديح.
الهطول النقيّ يواعده بالجلال
يداه إلى أفقها صعدتْ
من يقود خطاه إلى شرفة
أكملتْ دورة الوجع القرويّ؟
استفاق على ولهٍ مسرف
كان هاجسه في انتظار
الهطول السخيّ.

 

 

 
 

 

تجاسر أن يسرق العشب

   
 

 

للمدى,
للنخيل المهاجر خلف الغمام
أُعدّ القصيدة للبشر الخالدين
سلام على خيلهم, والرياح التي لم تنم
منذ مركب نوحٍ
دمي شاخص عند باب المساءات
من أول العمر أهفو
إلى نجمة في الميادينِ..
   * * *   
كيف سنكتب أسماءنا
ثم نرجع ثانية نتسكّع في آخر الأرض
نوغل في التيه من سغبٍ
كيف أجلو الكتابة من صدأ الخوف,
أصقلها ببريق الصّبا.
   * * *  
كان يجلس قرب السرير
تجاسر أن يسرق العشب
يطوي البراري على راحتيه
غدا, سوف ينقسم الناس قال
وخطّ
      بأصبعه
               في
                    الترابْ.
 

 

 

 
 

 

شوارع من سهر

   
 

 

الأعاصير تأتي من الغرب كل نهار
لتصعد في جبهة السفح
ينقسم الرمل, ينعق فيه غراب
التواريخ, والوحشة الأبديّةُ...

تأتي من البحر هذي العواصف
ما عاد للشعر قلب
تطول المسافة,
تسقط في اللحظة الدافئةْ.
   * * *  
حين تأتي عصافير دهشته في المساء..
ببطْءٍ, يكون الفضاء زنازين
كالذكريات, ولو فتح الليل أبوابه
في يديه, ستلمع أسئلة, وشوارع
من سهر وذهول              
لماذا يكون الرماد كثرثرة؟
سوف أخرج من مشهد الرعب منتصرا
هؤلاء يتوقون للموت
فيما القصيدة تبحث عن نجمة
في الأزقّة
لا مطر أتغنى به
بل مجرد طيفٍ, ولا وقت لي
كي أقول الوداعْ
   * * *  
يتجوّل بين الكتابة
يعلن أن الطيور تنوح
ولا تدع الحلم
يا رجلا سيقامر بالقلب
مازال يهجس:
أن العيون التي تحصد الموت
في حبه هانئةْ.
 

 

 

 
 

 

ريحٌ صرصرٌ في الروح

   
 

 

 إلى عينيك تأخذني الكواكب
إنْ أردت العشق، واختالتْ على
جسدي ثياب الرغبة السفلى
أنا المجنون يهجس قبل مولده
جثتْ نار الغواية
بين أعضائي، وصفّقت
الطيور الخضر
أستدعي الغريزة
حين تأكل من حشائش ليلها الوحشيّ
أنزع عنك أمشاج الحكاية
هكذا تتعلمين الحب من فوضاي
هل عدنا علامات على أجسادنا الغرقى؟
أنا البرق اليمانيّ،
الشبابيك استعدّت للغموض العذْب،
ريح صرصرٌ في الروح،
أنثى كالحدائق أنت
تأخذني
إلى عينيك
أغنيتي .

 

 
 
 

 

سوف يكتبني الماء

   
 

 

أعطني برهة
كي أقول الذي لا يقال
الصحاب يمرّون في البال
أُسدي النصيحة للعابرين:
ألا أيها الواقفون على جثتي
سوف يكتبني الماء,
بعض الهواء المذاب,
النساء الأنيقات
لكنني سوف أطوي
اشتداد الهوى بفؤادي
أداري انكسار العشيّات
لا وقت لي كي أقايض
هذا الهوى بالحريقِ
إلام أنا لا أفيقُ على جسد
يشرئبّ كنافورة من لهبْ؟
   * * *  
السماء حياديّة,
الظلال التي تتقاطع فوق البيوت,
ليالي الخميس,
الصحاري البعيدة,
بعض النعاس,
صبايا القرى,
كل شيءٍ يمارس هذي الحياديّة السافلةْ
   * * *  
سوف آتيكَ مرتكبا عاتيات القصائد,
وسوسة الروح
يرهقني هاجس الأقحوان,
فراغ المسافة.
ممّ هروبك؟
من عتمة الدرب في الليل؟
بل عتمة الروح أقتم
هيا أعطني برهة كي أقول
الذي لم يقلْ!

 

 
 

 

ضحاياك يأتون

   
 

 

أنت لا تستسيغ السعادة
كالعاشقين, يضيئون في الليل,
لا يتركون لنا أثرا نستدلّ عليهم,
ولا تستسيغ الطريق إلى الحيّ بعد العشاء
لأنّ ضحاياك في الليل يأتون
لا وقت لي كي أردّ أنا
عربات الجنون  إلى شارع آخرٍ
سوف يلزمني زمن أتوالد
في غابة يتصاعد منها الخواء
وحيدا أنا أتبختر بين بخور التقاليد
في الفجر, أبصر تلك الكآبة عائدة
من مراعي الظنونِ
   * * *  
كأنك أنت أمير الفراغ
ترى العابرين
وتعرف أسماءهم واحدا واحدا
فلتقف, أو لتسهُ قليلا
غبار الهزائم طهّرني,
الكلام تعفّر بالرجس,
والريح مأخوذة بالهباء
تعال إليّ إذن
نحن صنوان,
لا نستسيغ السعادة,
لا نقرِن الضدّ بالضدّ
حين تفاجئنا رعشة الكلماتْ.
 

 

 
 

 

المدينة تخلع خلخالها

   
 

 

ككلّ مساءٍ, يعود إلى بيته
ليس يمكن أن يتفادى الفجيعة
ذا جسد يترنّح,
ينفث في الجمر أسماءه
ما الذي يدفع الغرباء إليّ؟
المدينة تخلع خلخالها
كاد يغمرني الليل حين بكيتُ.
***
يسامر رغبته
هكذا علمته الحكايات
يستأنس الوقت قبل اكتشاف
النهار طريقته
يرِدُون على خاطري دائما
ليس من حقهم أن يروه
يلوّن قامته في الخفاءِ
خذوا ما تريدون
لكنني صاعدٌ في دماكم
أنا ساعة في خطاكمْ
   * * *  
أعاود ترتيب هذي القصيدة
أعرف أن المنازل لا تصطفي ساكنيها
ولا الأرض
يختارها
العابرونْ.

 

 

 
 

 

تدخل في اللوحة الحائطية

   
 

 

ليس لي راية أستعين بها
في المعارك, أو نجمة أتعلّق
في ظلّ أهدابها
رغم ذلك
يحمل سترته,
ويغادر شرفة منزله.
سأقول متى يتفتّح ورد الكتابة
مستهديا بالمساكين, وابن السبيل
   * * *  
دون قصدٍ, ستخرجُ
من لوحة في الجدار
تعدُّ رغيفك,
عطر قديم توزّعه في ثيابك,
تشعل سيجارة,
ثمّ تقرأ بعض العناوين
في صحف اليوم...
تدخل في اللوحة الحائطية ثانية.
من يقول بأنك أخطأت
سرّ الطريق إلى الأرض
قبل اندلاع المواسم,
من يستردّ الخلاص,
الطفولة,
مجد الغموض,
الحقيقة زاحفة فوق عري الكلام.
تعال نكذّب هذا اليقين
إذا أُغلق الباب في وجهنا
سنصبّ لهم مطرا
في جرار الحروف
ونغتاله قبل بدء الظلامْ.

 

 

 
 

 

عرش قتلاي عرشي

   
 

 

في دروب تضيق به
وفضاء يضيق عليه
كان ممشاه لا لغة تتأوّله
الأماكن تمضي, وتترك خارجها
جسدا لا يهادن,
يحمل تاريخه شرَكا
كان يعرف بعض المجاز
فهل يخرج النص من نفيه؟
   * * *  
بين منتصف النسوة الفاتنات
انتمى للرحيل
تحدّث في وجلٍ:
عرش قتلاي عرشي,
صدىً يتمدّد في الظلّ,
بين الخيانة والغزو
تتّسع الاتجاهات مسرفة في الفراغ...
مراراته احتشدتْ
جرحه واقف
لم يجد متعة للكلام
ولم
      تتهيّا
             له
                  مفردات
                           اللغةْ.

 

 

 
 

 

صاف كالسماء

   
 

 

رجل تؤرّقه الحكاية في الوجوه السمر
صافٍ كالسماء, تمدّه الطرقات بالسلوى وبالمنّ,
الردى يمحوه, تنداح ابتهالات المياه
على الضواحي, واليباس نديمه الليليّ...
أعلنتُ القصيدة ذات همسٍ
فاصطلى الجمر المعتّق في دنان العشق.
ما بين البصيرة والعمى يشتاق للخطوات
في طرق الضلالة
- والفضاءات القريبة نزفه -
متآلفاً بشروده, وجنونه الوحشيّ,
يبحث عن مداه
وحين حاصره الجحيم
على
قصيدته
انكفأْ .

 

 

 
 

 

فاكهة الرجس

   
 

 

يتعلّم أنْ يُغرق الماء,
يمشي عليه
متى يتوقف هذا الضرير؟
من الصخب الحرّ أقبل,
من قممٍ كالمديحْ,
كالقميص المتوّج بالنمنمات
أتى ألقاً مفردا
   * * *  
رجلٌ يتخطّى الردى, ويعاشر
تحت الوسائد فاكهة الرجس
يصطحب السرّ,
يفتح نافذة في المكان
تهلّل, والبرد ملتبس بحرير المساء
المجازات ملأى بأسراره
   * * *  
لا سلاح معي, وأنا طيّع
كم أراق دما فوق ذاكرتي
كانت الريح تلهج:
ذا رجل يتعلم أن يغرقَ الماء
في صحوه, ويغيّر شكل الطريق.

 

 

 
 

 

الطريق تضيق بنا

   
 

جلبناك, كي ترتدي معطف الشعراء,
تطوف على بهجة الأرض والناس
يا أيها المتدثّر بالكلمات
الضلالات في خطوها تتعثّر
إن البراري مهيّأة
فاستقمْ كي تعرّي دروب المدينة
من عاديات الهوى,
والقرابين من ذلّها الأبديّ
الفضاءات تحنو على زبد البحر
تكتب أشياءها في جبين النهار
   * * *  
جلبناك في غفلةٍ
كأنّ الأغاني التي استصْرختْكَ
لها نكهة العشب والصبوات
ننادي عليك:
الطريق تضيق بنا, أو تضيءُ,
اقترفْنا احتراف المحال,
انتظرنا الرياح الشريدة
تنبت بين عروق الكلام
فمن ذا الذي سوف يسرج
خيل النداء؟

 

 

 
 

 

تحت سقف البياض

   
 

 

ويغادر معجمه, ثمّ يجمع
ما يشبه المستحيل على وجهه
كان مختبئا خلف سندسها
ضاحَك الغيم
لكنه لم يعد ينتمي للمكان
غلامية الشَّعْر
حطّ الجفاف على رملها الغضّ
بايعتُها زمنا
كيف أخرج, وهْي ساكنة في الكتابة؟
لا عاصم اليوم من جسد
أتوطّن فيه, وأمضي له خطوة خطوة
نزوة غير عاديّة أتمادى بها
   * * *  
تحت سقف البياض
يتمتم بالكلمات , فتطلع كالورد
مغسولة بالهوى البكر والرغبات.