قصائد الديوان السابع ( من جهة معتمة )

 الشاعر / إبراهيم زولي         

         فهرس قصائد الديوان السابع

 
 

* قلق يستعيد السكينة  

* وحده يعرف السر  

* الفتى يمضي إلى قتلاه  

* لكيلا تجوع الغيوم 

* مطر لا حدود له  

* تطلّ عليه شياطينه  

 

* لا أريد سواي  

* ما يتساقط من ظلمة  

* ينبض الماء بالكاد 

* سأفتح نافذة  

* على حافّة الفجر  

 

* هكذا يعبرون سدىً  

* رويدا أقول  

* للبحر المرايا 

* لا تبرح الجبّ  

* عزلة فاجرة  

 

* حياد  

* طواف  

* قاب نجمين 

* يتحصّن باللعنات  

* لها  

 

* لا خلاص من الرقص  

* يقذف أسماءه في الهواء  

* قيظ 

* قبل أن تنثر الوقت  

* دائما  

 

* فقرهم باسط ذراعيه  

* محمولاً يبعثرك الحصى  

* مجازفة 

* فوضى  

* داخل الحجرة العائلية  

 
 

 

تطلّ عليه شياطينه

   
 

 

عاد سرب العذارى
أعدّ الحقيبة كنت
أزيّنها بالأغاني
لقد بشّرتني الطيور بهذا الحنين
الذي مثل قوس المطرْ.
***
كان يصحو على معصم الورد
محتفلاً بالرماد
يمدّ له العمر خنجره
مترعاً بالجهات
يغنّي على ظله و يعيد,
يلوّن بالغيم أجنحة للحمام
***
غاب سرب العذارى
تذكّر يوم استبحْن براءته:
كان يمشي على الدرب,
مستهْديا بالربيع,
تطلّ عليه شياطينه, ثمّ يغمض
عينيه في فرح
ليس يعرف من سترافقه
في المنام.

 

 

 
 

 

على حافّة الفجر

   
 

 

على حافة الفجر
تمشي القصيدة في طرق الموت
تفتح ألغازها المستريبة
بين حطام الهشاشة
تخلع ثوب دمي.
قلت للشمس:
هل باعك المفلسون
أم تُرى قسّموك على الشجر المتهدّل
وادّرعوا بالظلام.
هذه الأبجدية تبدأ في العشب,
وسط الميادين,
خلف السماوات,
والشهقة الماكرة.
هم يكيدون للفجر
فيما القصيدة تعرف ميقاتها
تعرف الزرقة المستفيضة
تعرف الخطوات التي تخطف
الأوجه القروية.
هذا اختيارك:
حلم تكاثف تحت الأظافر والكلمات.

 

 

 
 

 

عزلة فاجرة

   
 

 

البنات الجميلات
يجلسْن في سرر الكبرياء
قريبا من القلب
والحزن يقبس نارك في خفّة الريح
حتى يفيض بك الوجد
يخرج كالوحش
ينهل من فهرس الليل
من أنت
كي تمنح العتمات الضياء
وتحتضن الصدفة العابرة.
لم يعد للنساء الغبار الذي
يفتن الروح
أو ينهر الصبوات.
أنت في عزلة فاجرة
عزلة تترصّد تاريخك البربري
عزلة مثل خيط الغواية
لا نجمة تصطفيه
عزلة تتحرّش بالشعر
والمفردات الشريدة.

 

 
 

 

لها

   
 

 

لها الريح تصهل في الطرقات
لها الوزن والقافية
لها الأرض فوق ملابسها
عرق الفقراء
لها قمر ساهر عند أبوابها.
لوجهك هذي التمائم
نحن هنا نتهجّى المرايا
مرايا لها خفقة كالفضيحة
نرمي عليك الهواء المبخّر
نرسم قوس الحياة على البيت
أنت منذورة للبلاغة
للرمل في نزق واضح
للكتابة إذْ تتخلّق في ياسمين الظهيرة.
هل كانت الشمس تحت ملابسك الداخلية
تغزل رؤيا الطبيعة
تبتكر الصورة الفاتنة.
هكذا يجهش الليل بالأغنيات
على رأسها, ثمّ يدفع ذئب الكآبة
عن صدرها
ها هي الآن بين عروقك مزهوّة بالبطولة
تهتف للموت والعابرين.

 
 

 

دائما

   
 

 

دائماً في طريقي
أتجوّل بين الحقيقة والمطر المرتجى.
هكذا في أشدّ المناطق نأياً
يدرّبني قلق غامض
غالبا أفصح عن سرّه.
والمسافات تعرف أوجاعه.
أنت ضدّك مستقبل معتم
لانهاية للعبث المستبدّ الذي كان
دوما إلى جانبيك.
دائماً..
في انتظار الينابيع التي لا تجف,
في انتظار الكلام الموثّق بالشوك
لا شيء يترك أعضاءه دونما سبب
أيّ أرض ستوقد أحزانك اليوم
لا صدفة سوف تخلع أسماءها
وتضيء لك الأبديّة
لا طرق بين قوسين تولد

في الجمل الخائفة.

 

 
 

 

داخل الحجرة العائلية

   
 

 

ربما تقبل الآن,
في ساعة السهو,
أو تتساقط من دمعة المحبطين
تقاسمنا لغة تتراكض في ساحة خاليةْ
لغة من نخيلّ وشوق مصفّى
ستأتي على غيمة تتخفّى بذاكرتي
سأعدّ المساءات وحدي
أزخرف آنية الكلمات
فإن حضر الليل وشّحته بالنعاس.
داخل الحجرة العائلية
يفترس الشعر أظفاره
والشبابيك نائمة
يدها في الفراغ معلّقة
ليس لي بهجة في العشيّ سواك
أريد أقلّ القليل
وتأويل نصف الكلام.

 

 
 

 

مطر لا حدود له

   
 

 

أيها المتألّق كالنهر
هل تستعيد البهاء
الذي في الملامح
أنشودة لاقتياد النداء
لا تقل إنه البرد في هودج الشعراء
الكلام يبدّل وحشته
ويعيد إلى الناس أسماءهم
***
أيها المتآكل
وقت الحداد قريب
أصابعك السمر ظمأى
إلى مطر لا حدود له.
المدى فيك معتصم
بالضياء
أنت لاتشبه الآخرين
تبوّأت فيء الخصوبة.
هذا دمٌ يرشق الشمس
يصقل حافّتها
أنجبتك القصائد ثانية
من رماد أليف..
***
كمن يتمدّد في شجر
يتوالد كالكبرياء
تعود إلى البدء
مفتتحاً صفحة
من هباء.

 

 
 

 

سأفتح نافذة

   
 

 

كنت أعرف فيما مضى
كيف يتّسع الدرب
متّشحاً بعباءتها
وهْي تسكب أنفاسها
العنبرية فوق البساط.
أتتبّع نجم مفاتنها,
وألوّن بعض أصابعها.
آن أن نتهيأَ..
قولي إذنْ
كيف يختار وجهك
شمساً لمنفاي؟   
تأتي الملامح مجهدة
أنت لا تخطئين التواريخ,
لغْو الحديث,
والموت ذا
              النكهة
                      القرويّةِ..
  ٭٭٭
هذا السرير تألّفني
استرحْتُ أراقب
هذا الحياد الذي
جاء كي يصطفيك
من الماء,
              من قلق
                         الريح,
لكنّ عينك مشدودة
بخيوط القصيدةِ..
عمّا قليل
سأفتح نافذة
كي أرى
كيف يضحك وجهك
حين تكونين غارقة
في المنام
أشاغب بعض
السحاب المرابط  حولكِ,
ثمّ أهيئُ
          خاتمتي
                     وأموتْ.

 

 
 

 

لا تبرح الجبّ

   
 

 

لاح من شجر العمر هذا الحنين.
على قدْر فوضاك
تلفظ أثقالها الأرض,
تستصرخ الكائنات, الوعود التي
طالما تستثير الطلائع.
لا تبرح الجبّ منفرداُ
في غيابته؛
حشرجاتك, ضوء أناملك, المنكرات.
مزامير روحك موحشة
تتخبّط في ظلها.
جُنّ هذا النهار
يهرول مستوحشاً من سعادته
من يدلّ الجوارح
في عتمات الدجى
حين تبحث عن نسلها في المرايا.
تطلّ عليه الفجاءات
خلف عوالمه يلهث الليل
دون هلال يربّي الكآبة..
***
لم أكترثْ!!
آنذاك اختلسْتُ دمي
هو ذا يتسامر قرب البيوت.
كأنّ الكتابة ليست سوى حجر
في هبوب الرياح
وسنبلة تتهالك في تربة قاحلةْ.

 

 
 

 

يتحصّن باللعنات

   
 

 

مساؤك لوحٌ من البرد
معتكرٌبالغياب
تدحرجه كالغريزة
من حقه أن يعيش
على المفردات
التي نحتتْها الشموس
تضاجعه في العشيّات.
ها أنت تغسل قاموسها,
ثمّ تحرق باقي
بخور البراءة.
مازال فيك التناقض,
بعض دم الخوف,
ليس عليك
مكابدة الكبرياءْ.
   ٭٭٭
أريد جنونا
على عتبات الحياة,
فناءً كحدّ الخناجر,
وردا يثير البنات ,
فتىً يتحصّن باللعنات ,
سؤالاً سيبزغ مثل
التلاميذ حين يسيرون في الفجرِ..
ماذا تبقّى سوى
غيمة سيحاصرها
في الخيال الضجرْ,
وخرائب تأتيك من
جهة معتمةْ.
يتوحّش ليلك
يلقي عليك
                ا
                      ل
                             ح
                                    ص
                                           ى
                                          
في  الطريقْ.

 

 
 

 

قبل أن تنثر الوقت

   
 

 

كيف تمخر هذا العباب السحيق؟
لقد جفّ نبعك
في طرق تتعانق أشجارها
أنت ملح البلاد,
الرياح التي تتباهى,
الصراخ المجلجل
من فتية يولدونَ..
ستفضي إلى
سفر يتطاير
مثل الزوابع
هذي المدينة شعثاء,
ترمقني, ثمّ تبتلع السرّ.
وجهك يلمع
بين الدروب
يمدّ صحاريك
بالنرجس الجبلي.
    ٭٭٭
قبل أن تنثر الوقت
في جيب معطفكَ.
الشهوات سترغب عنك
فهل تشعل الضوء
في وجهها
حينما يتصاعد كالمعجزاتِ..
    ٭٭٭
كعادته
كان لا يصلُ.


 

 

 

 
 

 

فوضى

   
 

 

ايتسلّق الأرض الجديدة
فوق سلّمها الحزين.
حقيقة في البال
نصف حقيقة.
هم يعرفونكَ
كانطلاق السهم
عند ظهيرة,
فوضى من الصّبوات
تلهث شبه عارية
تبادلك السلامْ.
   ٭٭٭
الرمل فوق الرمل
جرح نازف
فسّرْ غموضك
حيث يحيا القانطون
على الأرائك.
دونما أحدٍ
أمرّ على البيوت
فهل تصدقني
بيوت الطيبينَ؟
لطالما أحببْتُ
أن أرِثَ الدروبَ
تتبّعوا الأمل المعلّق
في وجوه الأصدقاء
محوت أسماء الهزيمة عنوة
كي لايحنّي
الآخرون
الخوف بالكلماتِ ..
    ٭٭٭
كان
الآخرون
أنا.


 

 

 
 

 

لكيلا تجوع الغيوم

   
 

 

 إلى عينيك تأخذني الكواكب
إنْ أردت العشق، واختالتْ على
جسدي ثياب الرغبة السفلى
أنا المجنون يهجس قبل مولده
جثتْ نار الغواية
بين أعضائي، وصفّقت
الطيور الخضر
أستدعي الغريزة
حين تأكل من حشائش ليلها الوحشيّ
أنزع عنك أمشاج الحكاية
هكذا تتعلمين الحب من فوضاي
هل عدنا علامات على أجسادنا الغرقى؟
أنا البرق اليمانيّ،
الشبابيك استعدّت للغموض العذْب،
ريح صرصرٌ في الروح،
أنثى كالحدائق أنت
تأخذني
إلى عينيك
أغنيتي .

 

 
 
 

 

ينبض الماء بالكاد

   
 

 

متى تتعلّم كيف تسير
على السقف مثل الحمام؟
الرياح
         تكمّم
                أغنيتي.
هكذا ينبض الماء بالكاد
حين العصافير
                   تشرب
                             حتى
                                     العذاب.
نظن الحياة
تخيط لها عدماً
إن جرحك منتعش.
ذاهبٌ صوب
فوضى البياض.
تلألأتَ قبل الدخول
إلى الصمت
تحملُ
         شكواك
                     للبحرِ..
    ٭٭٭
هذا الفراغ يمدّ
إليك الأصابع
لا تتذكّرغيرالنهار
على الباب,
مستنداً
          فوق
                 كرسيّه,
هارباً من
حرارة أجسادنا,
عندما كان يهزم
دوما متاريسنا.
كانت الريح تومض
وهو يسير
تكاد الفراشات
تخطف أهدابه.
كالحطام تدوّخ
أصداؤه ما تبقى
من الليل.
لكننّي سوف
أحمله بتأنًّ
إلى
       رغبة
                 مالحةْ.

 

 
 

 

للبحر المرايا

   
 

 

كل شيءٍ
ينحني للشعر.
للبحر المرايا
وله من نخلة الرؤيا
قناديل الكلام الحرّ
لا يكتمل المشهد إلا
أن يراني وأراهُ..
الشعرلايقترب الليلة
من منضدة جلّلها
إكليل نور ٍ
ما الذي يفعله بالصمت,
بالشك الذي يقترف
الساعة آثام اليقين؟
أهي الوحشة تأتيه
كما يأوي إلى
ألمعنى الكلامْ؟
   ٭٭٭
منذ أن كنت صبيّاً
كانت الأنثى جنوني
عالما يخضرّ
في صحوي وغيمي
هي مأوى الريح,
والأرض التي تنجبه,
تغفو عليه.
هاأنا أدخل
في تجربة
يمزجها ملحي,
                   ومائي.
كيف لا يستيقظ الرمل
على الرؤيا الجديدةْ
وأنا أفتتح
            ألآن
                 القصيدةْ.


 

 

 
 

 

قاب نجمين

   
 

 

لا عليك..
يقول ليَ التعب ألأبديُّ
ولم تتبقّ
سوى الحسرات.          
الوشاية موغلة
في الظنون
أنا ذاهلٌ
أصِلُ الليل بالصبح
ألعق جرح القميص
الغواة يدلّونني
لا يضلّ الذين غووا.
٭٭٭
هو ذا يتباهى بمسلكه.
بتُّ أخشى الذين
اختفوا في الظلام
برغم الضياء المديدْ.
واقفاً قاب نجمين
من عتبات الفضاء
أحزُّ العواصف
يخرج لي شبه العطش..
الدرب ليس به وسنٌ
إنما دائخ من
جحيم الغبار.
البيوت التي في الأقاصي
معلقة بالهوى
٭٭٭
لا عليك ..
يقول
ليَ
السفر
الأبديْ.

 

 

 
 

 

قيظ

   
 

 

يأتي من الوقت
الرصاصيّ السؤال
فيصطلي بالماء
يصحب مرة أخرى
النوارس للضفاف .
البحر بحرك فالتهبْ
أنا واحد يبكي
على طلل الغياب
القيظ لا حق
غيمة في ساعديه
تلملم الوجع الصديقَ.
متى تعلّق شمعة
في باب قلبك
كي يضلَّ العابرونَ؟
أمجّد السهر العظيم
لسوف أغرق
في رمال الليل
أولدُ فوق أجنحة الذهاب
إلى الجحيم
وساوس الأشياء تعبرني
إلى شفق السماء
البرد والكلمات
في راسي
وأطراف النعاسْ
يأتي
من
الوقت
الرصاصيّ
اليباسْ.

 

 

 
 

 

مجازفة

   
 

 

رغم فيض الكتابة
لا أستطيع التخّلص
من عطشي..
قد تكون مجازفة
بعد منتصف الليل
بحثك عن أثرٍ
لرجال تولّوا
بلاسببٍ مقنعٍ.
عندما تحضر الكلمات
سيحتاج قلبك
أن ينفض التيه..
ها أنت ملتحف بالمجاز
تخطّيت منعطفات القرى
لا سبيل لها...
سوف ستغسل
رجس المدينة,
تخرج كالزرع من
تحت كاحلها,
تستحمّ بنبع ملامحها
في الخفاء
تغوص عميقا
بباطن لذّتها
تتحسّس خطو البنفسج
في الطرقاتِ..
    ***
على عتمات الظلال
رأيتك تنصب
أضرحة في الأقاصي.
لهذا أخاف عليك
اجتراح الردى
أن ترى كل شيءٍ
أقول:
كما
          لا تريد
                        فكنْ!!

 

 
 

 

الفتى يمضي إلى قتلاه

   
 

 

الفتى يذهب للممنوع,
يغتاب الأحاديث,
ويصغي لرفيف الحكمةِ.
الأولاد مسرورون
بالفتنة في الأرض,
وبالأغشية المصقولة
الملمس في الغرفة.
لكنّ الفتى
يسعى بعينين
تشقّان المسافات
وحيداً ظنّه الأترابُ.
في مقتبل الأوقات
كان الوتر المشدود
أوجاع التباريح.
الفتى يمضي
إلى قتلاهُ
في فخٍّ أليفٍ
مثل سرّ الرغبة الأولى
له طعم الإجابةْ.

 

 

 
 

 

ما يتساقط من ظلمة

   
 

 

كيف أخرج للناس
مدّرعاً بالشرور؟
أسلّم ذاكرتي
للشوارع,
أمضي بلا أسفٍ,
عاريا,     
وسْط هذا الغبار,
أفاجئهم بالخراب
الجميل, أعابثهم بعصاي.
أنا حجرٌ
قُدّ من أرقٍ,
ودمٌ دجّجته الكوابيس
فابتهجوا..
سوف يخطو الكلام
على جسدي
لا هوىً فوق هاوية..
خاب مسعاك - دون مناسبة -
لم يعد خافياً
أن تعابث في السرّ
ما يتساقط من ظلمة
بيديك    ٭٭٭
في طفولته..
كان يفتح
للعتمة الباب
فيما الحنين
يهيئُ قمصانه
تاركاً جثةً
لا بكاء عليها,
وعيناً محدّقةً
في هشيم الفراغْ.

 

 

 
 

 

رويدا أقول

   
 

 

لوجهك..
إذْ يوشك الآن
يهجع مثل العصافير
حين العشيّ
أقول رويداً, رويداً
تُرى مَن ْسيوقد
نيراننا في شعاب
الكلام؟
٭٭٭
تمهّلْ ..
سنهتف بالشعر
بالأغنيات التي تتباعد
نصحب أسئلة تتنزّه
بين حلوق القصائد
لم يبق للقادمين
من الأصدقاء
سوى خطوةٍ..
٭٭٭
كالسعير الموزّع
في شجر الرأس
نهجس والحزن مشتبك
بالدروب المريبة.
يا للعراء الذي يلهثُ...
الفتيات على موعدٍ
كي نغنّى لهنّ
ولو ساعة.
نحن ماء فصيح
بلا جدولٍ
أين نمضي؟
متى سنفرّق يا صاحبي
بين صحو وغيم؟
٭٭٭
رويداً أقول لوجهك
إذ يوشك الآن
ينبت في الطرقات.

 

 

 
 

 

طواف

   
 

 

وأراه من خلل النوافذ
لا يزال يدور
مابين المرارة والوجوه
هناك ..
هيّأَ غربة كالموت
أقسم أن يطوف
مفازة الأحباب
يبحث في القواميس القديمة.
سرّه فرح
يبارك خطوه
متوزّع بين الفجيعة
والجنون
تفرّمن سغبٍ إليه
الحنطة الحبلى
لتلتئم الملامح كلها
في راحتيه
يعيد للكلمات بعضا
من طهارتها,
فراشاً في فضاء
العمر يطلقه,
خيالات تراوده
لتتحد الغيومْ.
    ٭٭٭
فلنتفقْ في البدء
مَنْ أعلى هوىً؟
وجه أراه من الزجاج
أم الذي فوضاه
تزهر في الطريقْ؟!


 

 
 

 

يقذف أسماءه في الهواء

   
 

 

أنت أول من يصعد الآن
يرفع كاس المدى
ويغنّي على لذّة
من فراغٍ
لك البحر سجادة
وغيوم من المطر المتوحّش.
أطفو كما قمر في الأعالي
أنا العشب فوق
النوافذ
والقهر تحت الرؤوس
أعاشرُ أزمنة
تتكسّر أبراجها
مثلما زهرة
في الإناءْ
٭٭٭
كان يقذف
أسماءه في الهواء
ويمضي
إلى طرقٍ
تختفي خلفه.
النجوم تضيءُ
الشوارع بالكاد.
أخبرني الأصدقاء
بأنّ الصباح
له قمرٌ ابيض
-لا وجود له
خلف هذا العراء-
ملامحه تتساقط
من أعين الفتيات
يفتّش عن رجلٍ
ضيّعتْه المدينة
لكنّه كان يسكنني
واقفاً كالظلال
يروّض في خلسةٍ
جمرة ترفض الإشتعالْ.


 

 
 

 

محمولاً يبعثرك الحصى

   
 

 

وطنُ يعلّمني الحقيقة
مغمض العينين
أهدتْه الحياة
تنهّدات الريح,
آيات اليقينْ.
جرّبْتُ أفتح
باب لوعته,
افترشْتُ مذابح الأوجاع.
لا يكفي..!!
سأدلق ملح رغبته
على ورق ٍ
يؤثّثه الحنين
يجفّف العمر
المرتّق بالعذاب.
مدجّجٌ بالخوف قلبك
لاتزال تدير
راسك للظلام ْ
٭٭٭
تركوك تحتمل
الفجيعة
لم تغادرك الحرائق
تُنضِجُ اللحظات
من ذهب الهزيمة
جئتَ من سهر ٍ
تأرْجحَ فوق
حدّ الليل
كيف تعود محمولاً
يبعثرك الحصى
تلقي التحيّة ضاحكاً.
من كلّ فجٍّ
تجلب الكلمات..   
في عرسٍ كأنّك!!
شاخصاً صوب النجومْ
تلك التي أفضتْ
إليك بسرّها,
جدَلتْكَ من
مطر القصيدة
في الخفاءْ.

 
 

 

وحده يعرف السر

   
 

 

تلك آثارهم
فوق معصمه
كان يدفعه الدركيّ
إلى الحتْف
ليس له
أن يرى بعد
ذلك رفقته
٭٭٭
حزمة من ضياء الغروب
تودّعه
لم تكن صدفة
أن تؤمّ
العصافير
موكبه
كان ممتزجاً بالغبار..
بعينين شاخصتين
يسير إلى موته
ثم يستلّ ذاكرة
ويهشّ بها وطنا
سوف يخرج من
مارج من نهارٍ.
يحدّق في الطين
يرسم تابوته..
وحده يعرف السر
مثل البروق
التي تجرح الظلماتْ.


 

 
 

 

لا أريد سواي

   
 

 

عندما أطفئُ النار
في جسدي
سوف تنهار
شمس الأناشيد فوق الوجوه
أنا قاتلي!!
هكذا أطرق الرغبات
ألوذ بها ثمِلاً
لا بكاء على نزوة
في ظلام الطريق.
متى يتلألأ
هذا السراب؟
هنا مطرٌ يتواطأُ,
يمضي إلى
أفقٍ غامضٍ,
ثمّ يبرق في داخلي.
لاأريد سواي
خطاي تجوس
الأزقة, تركض في شارع
يعرف العاشقون مسالكه
كلما جذبته الكتابة
يفتك بالروح
هذا اللهيب.
وحيدا أفضّ
اشتباك القصائد
أجلو النعاس
عن الصبح
لكنّ بي شغفٌ
مثل
عود
الثقابْ.
 

 
 

 

هكذا يعبرون سدىً

   
 

 

مثلما تمعن الريح
في نزع أعضائه
يلفح البرق في
هدأة الليل غرفته.
كان يصغي إلى
صوت أجداده   
ذاهبين إلى الجوع
لا يتبيّن ضوءاً
يسير قبالتهم,
راحلين إلى
هاويات الهباءْ.
هكذا يعبرون سدىً
ينهبون الطريق
ولا يصلونْ
٭٭٭
بشرٌ مثلنا
غير أنّ الكتابة
لا تحتفي بالحضور المؤجّلِ.
هاجسها الأبديّ
هلال الغيابْ
٭٭٭
وحده يتذكّر
ذاك الندى
في الأحاديث,
في شرفاتٍ تحدّق من
وجع في نجوم الظهيرة. بالكاد يسمع دمدمة الريح
تحت السرير
تحاول جاهدة
نزْع أعضائه.


 

 
 

 

حياد

   
 

 

أنت تحبو على
درجات اليقين
إلى جانبيك الدخان الذي
يتشكّل مثل النميمة,
خلفك جيشٌ من العابرين.
الفضاء يضيق
بأسئلة تتناسل كالنمل
تنزع أسماءها
في الظلام
سأكنس هذا الحياد
لأنّ سماءً تخيّم كالموت
لن توقف العاشقين
٭٭٭
يتمدّد كالصحو
بين الضواحي
له جسد ٌ
سوف يخْفيه
لن تتخطّفه الطير.
عابسة
كالحروب
نهاراته.
هكذا تنهض بين الغوايات
تخرج منتصراً
لستَ تعرفُ
أيّ النساء
تغيّر عاداتها,
ثمّ تطلق أحصنة
من توحّشها خرجتْ.
أيهنّ ستثمر
فاكهة ومياهْ؟
٭٭٭
عاشقٌ أنت
تصعد في خفّة الماء
مستبسلاً.
كيف يمكن
أن تستمرّ كما شئت
مثل الضياء
بهذا الحلكْ؟


 

 
 

 

لا خلاص من الرقص

   
 

 

حسناً
كم تحبّ مريديك
يا أيها الليل
لكننّي سوف أرقص
منتصباً مثلما كان
يفعل أجدادنا
غير أن المدينة
لا تقبل القرويين.
لابدّ لي أن أرتّل
بعض الأهازيج
كي يطرب الليل.
هذا الظلام يؤازرني
سيكون كثيرا عليّ
انحناءة قلبي
أمام النوافذِ.
حشْدٌ من الكلمات
تطوّق في وضح
الغيم خلوته
    ٭٭٭
لاخلاص من الرقص
هذي المكائد  تفضي
إلى شجرٍ
لست أعرف نزعته
تتمايل أفرعه
في جحيم الغموض.
على جبهتي يتألّق
تاج الفجيعة
لا شيء يشبه هذا الحضيض.
ألا تتذكّرُ:
كم غبْتَ في جسدي
حين كان المجون
يهبّ كعاصفة
تتأرجح بين الحواسّ..
   ٭٭٭
رويدا ً
تنزّل
من
عرشه
الملكي.


 

 
 

 

فقرهم باسط ذراعيه

   
 

 

هم الآن حولك
مثل الكواكب
مجموعة في ثيابك.
بعض الطيور
تصفّد قاماتهم.
فوق سيقانهم
ترقد الشمس,
ترخي جدائلها,
ويمرّ اليمام صباحاً عليهم.
وجوه من الملح مورقة
فقرهم باسط
بالفناء ذراعيهِ..
   ٭٭٭
هذي زنازينكم
ارسموا فوق
حائطها وطناً
واسكْنوه.
فهل تشْربون معي
نخْب دمعي؟
- هنيئاً مريئاً-
وصبّوا عليّ
عذابات أوجاعكم
إن هذي الكتابة قد لوّثتني
أبايعكم بالحنين
الذي يتلألأ مثل
الجواهر في جسدي
وأبادلكم غيمة
بالقصائد
هل تقبلون؟
   ٭٭٭
سلام على العطر
يصعد من كفن الفقراء
سلام على الشعر
يكتبه الخائفون
                     سلام
                             سلام عليكم.


 

 
 

 

قلق يستعيد السكينة

   
 

 

تطلّ عليك الكتابة
في آخر السنوات.
أرى
        ظلمة
                  الأرض
تغرق في
الجسد الرحب ,
تطفئُ مصباحها,
قمماً من خرائب
مأهولة بالجنون.
فما عاد في الشعر
شعر لننشدهُ..
  ٭٭٭
فوق أيّ الدروب
سننصب جثتنا؟
قلقٌ قاحلٌ
يستعيد السكينة
تلك طرائده
دونما بطلٌ يتسلّل بين السطور
يلوّن زنزانة المفردات.
لعلّك تنكرني
آخر العمر!!
هل ستودّع
نجمة خيباتهم,
ثمّ تجلس منتظراً
في ضباب الطريق .
    ٭٭٭
عليّ الجهات
أبعثرها في المرايا
لئلاّ يداهمها
فيلق النزوات.
متى يفق العابرون
ولا تتوارى الحياة
عن الناس
مطرودة مثل
ذئب جريح.
كأنّك للتوّ تخرج
من شبق الأولين
كأغنية تتعثّر

شهقتها في الوجوهْ.